كلمة المركز:-

• تشتمل فكرة الكتاب على استدراك أهمّية تكييف مشروعٍ سياسيٍّ وطنيٍّ، إزاء مشاريع سياسيّة مقابلة أو مضادّة. وما كان ذلك ليتمّ دون فهم تلك المشاريع التي تسير حثيثاً نحو تحقيق أهدافها. وما ينقصنا –غالباً – كعراقيين، هو فهم تلك المشاريع في إطارها النظري، بعيداً عن منطق التهريج والتهويل، أو منطق التراخي والتوهين.  وقد قدّم الزميل الباحث (جواد علي كسار) عصارة فهمه لاستنطاق الأبرز من بينها (الإيراني والتركي)، كتوطئةٍ لمحاولاتٍ أخرى ينبغي أن يخوض غمارها باحثون آخرون.   وإذا ما تجاوزنا مرحلة الفهم،

فإنّنا - كنُخبٍ عاملةٍ في إطار الفكر والمعرفة - مطالبون بالبحث عن مشروعٍ قادرٍ على الاشتباك والتنافس، بالاتكاء على ما يكتنزه العراق من إمكاناتٍ. 
وهنا نستطيع أن ندّعي بلا مواربة، أنّ المرجعية الدينية في النجف الأشرف كانت - ولا زالت - تعمل على الضغط لتثبيت إطارٍ (نظري وطني) جامعٍ، وقابل للتحوّل إلى مشروعٍ وطنيٍّ. إلّا أنّ عجز الحكومات المتعاقبة عن إقناع العراقيين بأدائها، واختلالات التركيبة البنيوية في الدولة، واجترار مشاريع أيديولوجية قومية أو اشتراكية منغلقة وبائسة، أدّى إلى صعوبة انتاج المشروع الوطني الجامع، ويبدو أنّنا بحاجةٍ إلى أجيال وأجيالٍ لإنتاجه من جديد!
وحسبنا أنّنا كطالبي معرفة أن نشير إلى الخلل وندعو لتلافيه. وعلى الجميع النهوض بمسؤولياته، وكلٌّ بحسبه..