يعد العراق من حيث الموقع الاستراتيجي و الموارد و القدرات و الارث الحضاري و الادوار المهمة الذي نهض بها تأؤيخيا دولة محورية في بيئته الاقليمية بمنطقة الشرق الأوسط و فاعلة في صنع أحداثها و مؤثرة في اتجاهات السياسات فيها و تنافس الدول الاقليمية الكبيرة على المكانة و القيادة و الدور و قد تحددت على اساس هذا طبيعة علاقاتها و تحالفاتها و اصطفافاتها المحورية و تراوحت نمط تفاعلاتها بين الصضراع و التعاون و كان المفترض أن الوقائع التأريخية إلى جانب الحقائق الجغرافية و العوامل الاجتماعية و الثقافية أن تدعم نمطا تعاونيا مستقرا في علاقات العراق بمحيطه العربي و الاسلامي فير ان علاقاته مع البيئة الاقليمية قد غلبت عليها الصراع و الحروب لا سيما بعد منتصف القرن الماضي و لكن ذلك ليس قدرا بل حالة يمكن تجاوزها بالسلوك السياسي الصحيح و المتوازن داخليا و خارجيا و هذا ما يهدف اليه الكتاب في فتح آفاق جديدة لعلاقات العراق الخارجية بناء على المتغيرات التي حصلت بعد عام 2003
و تتأثر علاقات العراق الخارجية أولاًبالتطورات الداخلية و ثانيا بطبيعة البيئة الإقليمية المضطربة و ثالثا بالنظام الدولي و استراتيجية القوى الكبرى في المنطقة .
