احتجاجات ايران.. غضب شعبي وحراك نسوي لن توقفه الهجمات على اقليم كردستان

I'm an image! ٢٨ / يوليو / ٢٠٢٣

احتجاجات ايران.. غضب شعبي وحراك نسوي لن توقفه الهجمات على اقليم كردستان

هل أحزاب المعارضة الكردية الإيرانية تقف وراء تأجيج الاحتجاجات؟.. وما قوتها وتأثيرها؟

سامان نوح

في 13 أيلول سبتمر الماضي أوقفت ما تعرف بـ"شرطة الأخلاق" الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) قرب مترو طهران، بحجة عدم التزامها بـ"قواعد اللباس الاسلامي" واقتيدت الفتاة بالقوة رغم مقاومتها الى سيارة شرطة حملتها الى مركز للارشاد سقطت فيه مغشية لتنتهي في مستشفى "كسرى" بطهران حيث فارقت الحياة بعد ثلاثة أيام.

خلفيات حادث الاعتقال، وحديث شهود بما فيه شقيقها الذي كان يرافقها، عن تعرض الفتاة للضرب عدة مرات من قبل الشرطة، ومن ثم حالة الوفاة المفاجئة، اطلقت موجة احتجاجات كبرى في مختلف المدن الايرانية انطلاقا من مسقط رأس مهسا بمدينة سقز الايرانية حيث وريت الثرى بحضور آلاف المشيعين.

الرواية الرسمية الايرانية لم تتغير سواء بعد ساعات من الوفاة في 16 أيلول سبتمبر او حتى بعد صدور التقرير الرسمي للطب الشرعي في 7 تشرين الاول اكتوبر، وظلت تؤكد أن مهسا قضت بعد ثلاثة ايام من الغيبوبة "نتيجة تداعيات حالة مرضية سابقة" وليس نتيجة ضربات على أعضاء حيوية.

وأفادت هيئة الطب الشرعي الإيرانية أن "الوفاة لم تكن بسبب ضربات على الرأس أو الأعضاء الحيوية للجسد"، بل ترتبط بتداعيات خضوعها "لعملية جراحية لإزالة ورم في الدماغ في سن الثامنة"، مشيرة الى ان تلك العملية أدت الى معاناة الفتاة من "اضطرابات في المحور الوطائي النخامي وعدد من الغدد المرتبطة به، ومنها الغدة الدرقية".

وأوضحت الهيئة أن أميني فقدت الوعي بشكل مفاجئ وسقطت إثر ذلك أرضا، وبسبب حالتها الصحية افتقرت الى "القدرة على التعويض والتكيّف مع الوضع" وعانت من اضطراب في نبض القلب وهبوط في ضغط الدم، وبالتالي تراجع في مستوى الوعي تطور الى "نقص حاد في الأكسجة وبالتالي تلف دماغي".

تقول عائلة أميني، التي رفضت ما جاء في التقرير الطبي، انها لم تكن تتوقع ان تقول الحكومة غير ذلك، رغم وعود وتصريحات مسؤولين كبار بما فيها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بالتحقيق في الحادثة.

وقال والد مهسا أميني وشقيقها وأفراد في عائلتها انها كانت في وضع صحي جيد ولم تكن تعاني من مرض. وذكر أحد اقرباء اميني وهو عضو في حزب سياسي كردي معارض يقيم في العراق، إن قريبته توفيت جراء "ضربة قوية على الرأس" وفق معلومات حصلوا عليها من شهود كانوا برفقتها ونساء كن اوقفن معها في ذات سيارة الشرطة.

 

الحادثة التي هزت ايران

مهسا، أو "زينا" كما تسميها عائلتها، كانت في زيارة مع شقيقها (17 عاما) لبعض اقاربهم في طهران، قبل ان تلتحق بدراسة جامعية، وكانت ترتدي ملابس طويلة مع غطاء رأس لكن يبدو انه لم يكن مقنعا لـ"شرطة الاخلاق" التي اوقفتها واقتادتها بالقوة إلى ما أسمته "درس توجيه بسبب ارتدائها للحجاب السيء" وبقيت هناك لنحو ساعتين، تقول عائلتها انها لا تعرف بالضبط ما حصل خلالها، قبل ان تعلم بنقلها الى المستشفى إثر دخولها في غيبوبة.

يقول شقيقها انه حاول إقناع الشرطة بالإفراج عنها، لكنهم لم يستجيبوا واصروا على أخذها "نحن سنقوم بإرشادها حتى تتعلم كيف ترتدي الحجاب"، وخلال ذلك كما في سيارة الشرطة التي نقلتها مع أخريات إلى الأمن الأخلاقي في شارع الوزارات بطهران، تعرضت للضرب.

بعد خبر الوفاة الصادم الذي هز كامل ايران عقب انتشاره الواسع في وسائل التواصل الاجتماعي، بثّ التلفزيون الإيراني صورا من كاميرات المراقبة في مركز الشرطة، ظهرت فيه مهسا وهي جالسة ثم تنهض وتجادل شرطية قبل ان تسقط أرضا مغشية عليها.

الحادثة أثارت جدلا واسعا في ايران بين النخب السياسية والثقافية والرياضية والفنية ومختلف شرائح المجتمع، بشأن دور دوريات الآداب وأسلوب عملها، وأدلى العديد من الشخصيات بتعليقات واعلنوا مواقف تنتقد سلوك تلك الدوريات.

وعلّق “حسن الخميني” بالقول ان الخبر أضر بمشاعر المجتمع وصدم العقول. من دون شك إنّ الشرطة يجب أن تخضع للمساءلة بشفافية ودقة عما حدث لهذه الفتاة، داعيا الى متابعة الحقوق العامة والاستجابة للرأي العام.

ورأى إسحاق جهانغيري المساعد الأول للرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، أنه لا يمكن تجاهل هذا الحادث المأساوي. ودعا الى "انهاء تلك السلوكيات"، الآن عائلتها في حداد على فقدان ابنتهم والرأي العام مستاء للغاية وغاضب.

اللاعب الدولي الإيراني بكرة القدم “على دایي، انتقد ما حصل لمهسا، وتساءل بأي ذنب تعرضت لذلك.كما علق اللاعب “علي كريمي” على صورة أميني وهي على سرير المستشفى "مخلّص ومحقق العدل لإيران، إمرأة".

وخصصت وسائل الإعلام الإيرانية مساحات واسعة لقصة مهسا، وتصدر خبرها وما حمله من تداعيات عناوين الصحف. وجعل التفاعل الكبير مع الحادثة، اسم مهسا أميني “ترند” التفاعل في موقع “تويتر” بـ 400 مليون تفاعل.

حجم التعاطف والاستنكار والدعوة للتحرك كان كبيرا جدا رغم القطع المتكرر للأنترنيت، وأشعل فتيل تظاهرات واحتجاجات بدأت بالمدن الكردية في غربي البلاد وامتدت لاحقا الى وسط البلاد وجنوبها وشمالها وحتى المناطق الشرقية، كما طهران العاصمة التي لم تتوقف فيها التظاهرات منذ اعلان الوفاة.

التظاهرات التي شملت وفق منظمات ايرانية أكثر من 100 مدينة وبلدة وفي جميع المحافظات الـ31 في البلاد، والتي تخللتها اشتباكات، شاركت بها شرائح مختلفة وقادها شبان، وتم مواجهتهم بالضرب والاعتقال واطلاق النار الذي اوقع قتلى مازاد من حالة الاحتقان الشعبي.

تطورت التظاهرات لاحقا الى اعتصامات خاصة في المدن الكردية غربي البلاد حيث حصلت مطلع شهر تشرين الأول اكتوبر استجابة واسعة لدعوات إغلاق المحال التجارية والأسواق رغم محاولات الحكومة استخدام القوة والتهديد باعتقال كل من يؤيد التظاهر والاعتصام.

 

الجامعات والمدارس الثانوية

امتدت التظاهرات الى الجامعات الايرانية في مختلف مناطق البلاد، ونظم الشباب الذين ولدوا بعد الثورة الاسلامية الايرانية احتجاجات واسعة داخل جامعات، طهران، آزاد فرع بونك، جامعة بهشتي، جامعة فردوسي مشهد، جامعة رازي في كرمانشاه، جامعة تبريز، جامعة شيراز، وجامعة جهرم للعلوم الطبية، جامعة سنندج، جامعة زنجان، جامعة أرومية، وجامعة خرم آباد. وانضم اليهم طالبات المدارس الثانوية في العديد من مناطق البلاد وهو ما صعب على الاجهزة الامنية مواجهتها.

التظاهرات المستمرة منذ ثلاث اسابيع لم تأت نتيجة دعوات سياسية او بسبب أزمة اقتصادية، كما في العام 2019، ولم تقتصر على طبقة واحدة، بل شملت الطبقة الفقيرة الى جانب الوسطى وانضمت اليهم جموع من الطبقة الغنية التي عادة ما تكون متناغمة مع السلطة.

اتخذت الاحتجاجات اشكال مختلفة، بدءا بالتظاهرات الواسعة بمشاركة فئات متنوعة في الشوارع والساحات، الى تظاهرات كثيرة محدودة عدد المشاركين داخل الأزقة، الى الاحتجاج عبر وسائل التواصل الاجتماعي رغم قطع النت وتوقف عمل شبكات التواصل، الى اطلاق شعارات ضد النظام من على أسطح المنازل والشرفات في ساعات الليل.

لكن المشهد الأبرز هو وقوف سيدات وسط الشوارع وقطعهن لحركة السير وهن يرفعن أغطية الرأس الخاصة بهن ويلوحن بها، وأحيانا يقمن برميها. مشهد بات يتكرر كثيرا في العديد من المدن وهو ما يؤدي سريعا الى انضمام نسوة أخريات اليهن واطلاق شعارات تطالب بالحريات، يتقدمها شعار "ژن، ژيان، ئازادي- المرأة، الحياة، الحرية" قبل ان تتقدم الشرطة وتقوم بتفريقهن.

يرى معارضون ايرانيون، ان التظاهرات التي اشعلتها وفاة مهسا اميني، تأتي نتيجة غضب شعبي من نظام الجمهورية الإسلامية، غضب من الوضع الاقتصادي والسياسي ومن الدكتاتورية التي تحرم الايرانيين من حريات أساسية "غضب قديم ومتجدد من القمع الممنهج".

ما يصعب على السلطات هذه المرة مواجهة التظاهرات بمزيد من القمع، وما يربك الروايات التقليدية لمواجهة التظاهرات والتي تتمثل عادة بالحديث عن مؤامرة خارجية بمشاركة قوى معارضة ضد نظام الثورة الاسلامية، هو ان النساء هن من يتصدرن التظاهرات، وان غالبية المشاركين هم من الشباب غير المنخرطين في السياسة والذين لم يغادروا ايران.

 

الهجمات على اقليم كردستان

في يوم الأربعاء 28 ايلول سبتمبر، اي بعد نحو عشرة ايام من استمرار الاحتجاجات في المدن الكردية غربي ايران، شنت القوات الايرانية هجمات واسعة بالصواريخ والطائرات المسيرة اضافة الى القصف المدفعي على مواقع داخل اقليم كردستان العراق.

القصف الذي جرى بأكثر من 73 صاروخا وعشرات الطائرات المسيرة المفخخة بحسب الحرس الثوري الايراني، وتركز في كويسنجق التابعة لأربيل، استهدف مقرات لأحزاب ايرانية معارضة اتهمتها طهران بالضلوع في تأجيج الاحتجاجات.

وفق المصادر الكردية، شملت الهجمات مخيمات لللاجئين فضلا عن مقرات حزبية، واوقعت  18 قتيلا وأكثر من 50 جريحا.

وخلال نحو اسبوعين وحتى السابع من تشرين الاول اكتوبر، لم تتوقف عمليات القصف المدفعي الايراني التي شملت مواقع وقرى تمتد من اقصى شمال محافظة اربيل والى السليمانية، وسط تقارير صحفية أفادت بتحشيد ايران لقواتها في بعض المواقع على الحدود.

يقول قائمقام قضاء كويسنجق طارق حيدر، ان الهجمات شلت الحياة وأدت الى نزوح نحو 700 عائلة من مخيم آزادي للاجئين وقرية شيله القريبة، وان اهالي المدينة يأوون النازحين في بيوتهم وهناك بيوت تستضيف عائلتين او ثلاثة في وضع انساني صعب.

وفي برادوست بسيدكان شمال اربيل فيما يعرف بالمثلث العراقي الايراني التركي، أخلى السكان اربع قرى وهجرت عشرات العوائل بيوتها ومزارعها، مع تواصل تساقط الصواريخ والقذائف.

هربا من القصف تتسع جغرافية الاخلاء والنزوح، حيث يفر المدنيون العراقيون الى عمق الاقليم، بينما يتوعد قادة الحرس الثوري الايراني الاقليم بمزيد من الضربات، مطالبين بطرد اللاجئين الايرانيين المعارضين للنظام ونزع أسلحتهم المحدودة اصلا والتي لا تتعدى الخفيفة.

اللاجئون الهاربون من ايران والذين يتواجدون في اقليم كردستان، تقول طهران منذ سنوات انه "لا وزن لهم ولا تأثير في الداخل".

موقف يراه مراقبون كرد للمشهد الايراني، انه يعكس غضبا ايرانيا وعجزا عن مواجهة التظاهرات التي تقودها نساء وفتيات، فتلجأ طهران الى تصدير مشكلتها الداخلية عبر استهداف صارخي عنيف للاجئين هاربين من سياساتها.

لكن عمليات القصف اتت بنتائج عكسية، فبعدها بثلاثة ايام (1 تشرين الاول اكتوبر) شهدت مدن كردستان إيران إضراباً عاماً، حيث اغلقت الأسواق والمحال التجارية في رسالة احتجاج واضحة.

وأغلقت الأسواق تماماً في مدن إيلام، سنندج، مريوان، بانه، سقز، ديواندره، مهاباد، اروميه، شنو، بيرانشهر، ديولان، نغدة وسردشت، وبنسبة 70% في مدينة باوه، و30% في جوانرو، كما أغلقت معظم المحال التجارية في مدينة كرمانشاه، بحسب تقارير صحفية.

 

خارطة الاستهداف العسكري

الهجمات التي شنتها ايران، تركزت على معسكرات ومقرات حزبية بعيدة نسبيا عن الحدود الايرانية، وضد احزاب لايعرف لها نشاط عسكري داخل ايران منذ سنوات، وهي بالاصل تملك عددا محدودا جدا من المقاتلين المسلحين بأسلحة بسيطة لا تتعدى في الغالب سلاح الكلاشيكوف.

هؤلاء في غالبهم لاجئون هاربون من ايران، لا يقومون بأعمال قتالية، انضموا الى احزاب كردية معارضة لايران نشاطاتها متوقفة او مجمدة بسبب ضعف امكاناتها مقارنة بالآلة العسكرية الايرانية القوية. كما ان حركة افراد تلك الأحزاب مقيدة وفق قواعد حددتها لهم قيادة اقليم كردستان لتجنب اغضاب الجارة الاقليمية القوية ايران.

في الهجمات استهدفت بشكل أساسي مقرات ومواقع:

-      حزب " کۆمەڵە" في منطقة زڕگوێز في السلێمانية وبعض مجاميعهم الصغيرة قرب الحدود مع ايران.

-      الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني (حدكا) في منطقة كويسنجق، وبعض مجاميعهم قرب الحدود مع ايران.

-      حزب الحرية الكردستاني (پاک) بمنطقة شيراوا في اربيل.

-      حزب الحياة الحرة الكردستاني (پژاک) في منطقة پينجوێن.

الأحزاب الثلاثة الأولى (کۆمەڵە، وحدكا، و پاک) في معظمها تملك عددا صغيرا من المقرات والمقاتلين وفي مناطق محددة ومعروفة، ولا تملك قوة عسكرية قوية قد تشكل بأي حال قلقا لايران. اسلحة عناصرها خفيفة، ولم يسجل لها أي نشاط فاعل في السنوات الاخيرة داخل ايران، لكنها تملك تعاطفا شعبيا كبيرا في كردستان ايران خاصة حزبي کۆمەڵە وحدكا.

ويصعب على هذه الأحزاب عمليا التسلل عبر الحدود ونقل اسلحة، خاصة ان الحزبين الحاكمين في اقليم كردستان (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) لا يسمحان لها بحرية الحركة والتنقل والقيام بنشاطات وفق ما ترغب.

الوضع يختلف بالنسبة لحزب الحياة الحرة الكردستاني، الذي يمثل جناحا لحزب العمال الكردستاني، ويعد من اقوى الأحزاب الكردية الايرانية والأفضل تسليحا والأكثر عددا ونشاطا، وان كان قد اعلن في العام 2011 عن وقف اطلاق النار مع ايران، لكن المواجهات بين الطرفين لم تتوقف، وشن عناصر الحزب هجمات متفرقة داخل ايران في السنوات الأخيرة، وتتعرض مقراته وخلاياه المتنقلة لهجمات ايرانية بشكل شبه مستمر.

ولا يملك الحزب مقرات معروفة في اقليم كردستان، وهو لا يخضع لسلطة ادارة الاقليم، ومقاتلوه يتحصنون في مواقع جبلية لا تصلها سلطة الاقليم، وهم يتواجدون في مناطق جبلية عديدة على الحدود الايرانية العراقية، وايضا يتواجدون في الداخل الايراني في مواقع حصينة بمريوان واورمية ومهاباد وكرماشان.

بغض النظر عن قوة الاحزاب الكردية وحجم تأثيرها في الداخل الايراني، ودورها في التظاهرات المستمرة بالمدن الكردية غربي ايران، الا ان الحقيقة الواضحة ان الهجمات الصاروخية الايرانية وعمليات القصف داخل اقليم كردستان العراق لم تأتي بنتائج ايجابية لصالح ايران، بل على العكس ساهمت في تأجيج التظاهرات بالمناطق الكردية وتحولها في بعض الأوقات الى اعتصامات.

اذا كانت الرسالة الايرانية من وراء الهجمات، هو القول ان التظاهرات ناتجة عن تحركات أحزاب معارضة على حدودها الغربية تعمل لاثارة المشاكل بالداخل الايراني بتوجيه ودعم غربي، وليس هي نتاج حراك شريحة واسعة من الايرانيين الرافضين للنظام والوضع الحالي القائم في البلاد، فان القيادة الايرانية تشغل نفسها بمواجهة وهم، بدل معالجة الأسباب الكامنة وراء التظاهرات، من تردي اقتصادي وانغلاق سياسي، وتكبيل للحريات، وتهميش للمكونات، وتقييد للنساء.

لن تساهم الهجمات على مقرات الأحزاب المعارضة الايرانية المتواجدة في اقليم كردستان، في حل أزمات ايران، ولن تنفع محاولة تصدير طهران لأزماتها الداخلية من خلال هجمات خارجية في الداخل العراقي، وعبر افراغ غضبها بالهدف الأسهل المتاح أمامها وهي الأحزاب الكردية المعارضة، بل ربما يدفع ذلك الى تقوية تلك الأحزاب في الداخل الايراني وعودتها لتنشيط حراكها المتوقف منذ سنوات.