تستعد العاصمة العراقية، بغداد، لاستضافة الدورة الرابعة والثلاثين لقمة جامعة الدول العربية في السابع عشر من مايو/أيار 2025 تمثل هذه القمة المرة الخامسة التي يستضيف فيها العراق هذا الحدث العربي الهام، والأولى منذ عام 2012 تأتي هذه الاستضافة في سياق سعي العراق لترسيخ مكانته كوسيط إقليمي فاعل، والمساهمة في تهيئة مناخ ملائم للحوار والتقارب العربي، مستنداً إلى إرثه التاريخي كمركز للحضارة العربية.
في وقت تواجه المنطقة العربية في الوقت الراهن سلسلة من التحديات الجيوسياسية العميقة، في مقدمتها النزاعات المستمرة في غزة، والسودان، إلى جانب التفاوتات الاقتصادية المتصاعدة والحاجة المتزايدة إلى تعزيز آليات التعاون العربي المشترك وفي هذا الإطار، تمثل قمة بغداد 2025 فرصة محورية لتعزيز مستقبل عربي قائم على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتكامل الاقتصادي، وهي المبادئ التي يؤكد عليها المسؤولون العراقيون كمحددات لرؤية مستقبلية موحدة وتُعد النزاعات في غزة والسودان من أبرز الملفات المدرجة على جدول أعمال القمة، حيث يُتوقع أن تركز النقاشات على سبل دعم إعادة إعمار غزة، وتعزيز الدور العربي في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، كما ستتناول القمة التعقيدات المرتبطة بالأزمة السورية، بما في ذلك قضايا الانتقال السياسي، أمن الحدود، وعودة اللاجئين، وسط غياب واضح لرؤية عربية موحدة تجاه هذا الملف المعقد ويحتل الوضع الأمني على الحدود العراقية السورية حيزاً مهماً من الاهتمام، لا سيما في ظل المخاوف المتصاعدة من احتمالية عودة تنظيم داعش، ويُشار إلى عدم وجود تنسيق أمني رسمي وفعّال بين العراق وسوريا، الأمر الذي يدفع العراق إلى تعزيز أمن حدوده في ظل التحولات السياسية داخل سوريا، ايضا تؤكد هذه المناقشات على الحاجة إلى مسار سياسي شامل في سوريا، يضمن تمثيلاً عادلاً لكافة مكونات الشعب السوري ويحمي الحقوق المدنية ضمن عملية انتقالية سلمية.
للمزيد يمكنكم تحميل الورقة كاملة
باحث سياسي