يتجاوز الصراع بين إسرائيل وإيران المخاوف الجيوسياسية التقليدية وبرامج الأسلحة النووية، ليغوص في أبعاد أيديولوجية ودينية عميقة، فرغم أن الصراع يبدو ظاهرياً مدفوعاً بتوجس إسرائيل من البرنامج النووي الإيراني ودعمها لوكلائها الإقليميين مثل حماس وحزب الله، إلا أن الروايات الأساسية تتأثر بشكل كبير بالتفسيرات الدينية وكيفية تأثير الفكر الديني اليهودي، وخاصة التفسيرات التلمودية والسرديات الدينية، على تصور إسرائيل لإيران وتبرير استجابتها الاستراتيجية، بما في ذلك العمليات العسكرية والدعوات لتغيير النظام، بالنسبة لإسرائيل، يُنظر إلى وجودها غالباً من خلال عدسة دينية حيث تُعتبر الأحداث الجارية جزءاً من خطة إلهية أو استمراراً لصراعات تاريخية من أجل البقاء.

 هذا المنظور يحول التنافسات الجيوسياسية إلى معارك ذات أهمية لاهوتية عميقة، مما يؤثر على الرأي العام وقرارات القيادة، إن هذا البُعد الديني يرفع الصراع من مجرد تنافس استراتيجي إلى "واجب مقدس" هذا "التقديس" يعني أن الحلول الدبلوماسية العقلانية تصبح صعبة للغاية، حيث يُنظر إلى المخاطر على أنها وجودية ومُقدرة إلهياً، وليست مجرد سياسية أو اقتصادية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مواقف متطرفة حيث يُنظر إلى التسوية على أنها خيانة للإرادة الإلهية، مما يزيد من خطر التصعيد.

للمزيد يمكنكم تحميل الورقة كاملة