المعارضة السياسية في العراق
- الخيار الغائب -
ظل مفهوم المعارضة السياسية في العراق غائما أي أنه غير واضح، لان النظام هو من كان يحدد دورها ومكانتها في مؤسساته. وكأننا أمام مفهوم مغاير لمعارضة السياسية، فالنظام هو من ينتج معارضته. لكن هذا التصور تغير مع مجيء البعث، حيث أغلق النظام السياسي منذ 1968-2003 المجال أمام ظهور أو تقبل المعارضة السياسية. بجوار هذا الحال نشأت ظاهرة المعارضة السياسية في خارج العراق.
أعتمدت هذه المعارضة على أنها البديل المفترض للنظام القائم أنذاك. وأقامت شرعية وجودها على جانبين المذهبي والقومي. ولهذا تقيد مجال عملها وطرح رؤياها. ساعد هذا التقيد النظام على التشكيك بقدراتها ومدى مقبوليتها عند الاطارين الاقليمي والدولي. وحين نراجع جهدها وتوجهاتها نجده قد أنحصر في المجال الاعلامي البسيط والاجتماعي المذهبي. ثم أعطى أحتلال النظام للكويت للمعارضة السياسية فرصة لكي تعيد تقديم نفسها للمحيط الاقليمي الدولي، ولذلك أظهرت مرحلة التسعينيات في القرن الماضي حراك لقوى المعارضة بأختلاف مشاربها السياسية. ومع هذا كانت ثقافة هذه المعارضة تنطلق من ما قيدت به عملها " المذهبي ، القومي ". ولهذا أصبح جهدها ونتاجها يستهدف فئات محددة من المجتمع العراقي، وقد عزز هذا الاسلوب من تصور ان عمل المعارضة يخاطب الجزء وليس الكل من أفراد المجتمع العراقي، حيث يكشف لنا الخلل الموجود في عمل المعارضة ودورها في الحياة السياسية عن ضرورة مراجعة العمل السياسي في العراق وما يقوم عليه من منطلقات أجتماعية وفكرية ، بمعنى أخر هل هناك علاقة ما بين طبيعة العمل السياسي وشكل المعارضة السياسية ؟.
النظام السياسي الذي تأسس بعد 2003، جعل من الديمقراطية ضمن مواد الدستور، وان الديمقراطية لا تتحقق ألا بوجود قوى حاكمة واخرى معارضة. ولكن الذي حدث فقط هو صعود قوى متحكمة بالنظام، ومع هذا بدأت المعارضة تنمو في الجانب المذهبي الذي يأخذ بعدا طائفيا ولكنه لم يستمر. المختلف أن كل طرف مشارك بالنظام بات يمارس سلوكين، سلوك مع النظام واخر ضده، ولذلك أمست المعارضة السياسية تمثل أحد أهم الخيارات التي يمكن من خلالها أصلاح النظام بعد تعدد ازماته منذ 2010 ولغاية اليوم أحد . ولكن مع كثرة هذه الازمات لم نشهد قيام قوى سياسية تحمل توجه المعارضة السياسية. ولغاية الان لا يوجد طرح سياسي بديل ينطلق من تصورات وأفكار سياسية تختلف مع ما تقدمه القوى التي تدير النظام، هل هذا الغياب نابع من عوائق أجتماعية أم سياسية. يرى البعض ان غياب المعارضة السياسية راجع الى أن القوى الحاكمة قد مرت بمرحلة المعارضة ولديها ما يكفي من الخبرة التي تمنع ظهور المعارضة السياسية .
أنطلاقاً من معضلة عدم تكوّن معارضة سياسية واضحة المعالم، تعمل مجلة الرواق على طرح هذا الملف للبحث والتحليل من خلال كتابة البحوث والمقالات حول الأسباب التي أعاقت نشوء معارضة سياسية في العراق بعد 2003، ولهذا تتشرف المجلة بدعوتكم للمشاركة في الملف.
الاسماء المقترحة للكتابة في ملف المعارضة السياسية.
لإسم الرباعي واللقب : صفاء عبد الجبار علي علي اكبر الموسوي محل وتاريخ الولادة: العراق / 1969 الحالة الزوجية: متزوج ، عدد الأطفال: ثلاثة اللغات: عربي / انكليزي اللقب العلمي وتاريخ الحصول عليه: أستاذ 2017 محل العمل: جامعة كربلاء التخصص الدقيق: النظرية الاقتصادية/الاقتصاد الكمي . الخبرات في استخدام الحاسوب: جيدة