في الحقبة الرابعة من الحضارة البشرية والتي نشهد فيها تغلغل تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات حياتنا اليومية، تتحول فيه هذه التقنية من مجرد أداة متطورة إلى قوة فاعلة ومؤثرة في تشكيل الرأي العام وصناعة الاتجاهات والمواقف حول العالم.
اذ ان القدرات الفائقة للذكاء الاصطناعي في صناعة فيديوهات وصور مزيفة تبدو وكأنها حقيقية، قد أذهلت التقنيين وخدعت الكثيرين منذرة بظهور أسلوب جديد ومتطور من القوة الناعمة الذكية، والتي هي نمط جديد من أنماط التأثير غير المباشر في الأفراد والمجتمعات، من خلال دمج أدوات القوة الناعمة التقليدية (كالإعلام، والثقافة، والدبلوماسية) مع تقنيات الذكاء الاصطناعي (مثل التزييف العميق، التحليل السلوكي، التوصية بالمحتوى، والحوسبة العاطفية)، بهدف توجيه الإدراك الجمعي، وصناعة الرأي العام، وإعادة تشكيل القيم والاتجاهات دون إستخدام القوة الصلبة أو التدخل المباشر.
وهنا تبرز الحاجة إلى فهم دور هذه التقنيات في سياقات شديدة الحساسية مثل الحرب الناعمة، خاصةً في العراق الذي يعاني من هشاشة واضحة وعميقة في البنية التقنية والإعلامية والوعي المجتمعي فضلاً عن عوامل مساندة أخرى تساهم في تهيئة الأرضية للقوة الناعمة الذكية أن تحقق أهدافها.يركز هذا المقال على استخدام الذكاء الاصطناعي في تزييف المحتوى والتلاعب بالإدراك الجمعي في العراق وصولاً إلى إعادة تشكيل الرأي العام أو التحكم باتجاهات الجماعات في المجتمع لتحقيق مصالح سياسية أو فئوية أو أجندات خارجية.
للمزيد يمكنكم تحميل الورقة كاملة.