يواجه العراق في المرحلة الراهنة جملة من التحديات المتداخلة التي تمسّ جوهر أمنه الوطني واستقراره الإقليمي، في ظل بيئة داخلية تتسم بعدم الاستقرار السياسي، وتراجع الثقة بالمؤسسات، وانتشار السلاح خارج إطار الدولة، فضلاً عن تهديدات اقتصادية وأمنية متراكمة. وعلى الصعيد الإقليمي، يتفاعل العراق مع محيط إقليمي مضطرب، يتميز بتنافس قوى إقليمية ودولية على النفوذ، وتدخلات مباشرة وغير مباشرة في شؤونه الداخلية، ما يجعله في قلب تقاطع الأزمات والصراعات.

وفي ضوء هذه المعطيات، تبرز الحاجة الماسة إلى استراتيجية وطنية شاملة للأمن تمتد من عام 2025 إلى 2030، تستند إلى فهم معمق لمصادر التهديد، وتحدد بوضوح الأولويات الوطنية، وتستثمر في عناصر القوة الذاتية، سواء كانت بشرية أو جغرافية أو اقتصادية. إن بناء مثل هذه الاستراتيجية لا يمكن أن يتحقق من دون قراءة دقيقة للمشهد الداخلي وموقع العراق في المعادلات الإقليمية والدولية.

للمزيد يمكنكم تحميل الورقة كاملة