العراق – الناتو سياسة ملئ الفراغ

I'm an image! ٢٤ / مايو / ٢٠٢١

البعض يرى ان حلف الناتو من الممكن ان يساهم في ملئ الفراغ الذي ستتركه أمريكا من جراء انسحابها من العراق خصوصاً وان الفكرة السائدة بما ان أمريكا هي قائدة الحلف فان الحلف يعمل وفق التوجهات والمنطلقات الامريكية، وهذا ما يؤدي إلى الاعتقاد انهما حالة واحدة سواء تواجدت أمريكا ام الحلف، ولربما يكون التفسير والتحليل اكثر سطحية، اذا سلم لأمر ان الحلفاء على وفاق دائم وهناك سيطرة مباشرة من قبل القوة الكبرى على كل تفاصيل عمل الحلف، لكن هذا لا يعني ان أمريكا تستغل قضية الاكلاف المالية وانها تساهم بـ(75%) من النفقات لكن هذا لا يعني ان هناك خلافات وتقاطعات بينها وبين حلفائها الأوروبيين سواء في تحديد وجهة الحلف او في تحديد أولوياته، بالتالي فان الحديث عن الزيادة في عدد عناصر بعثة الناتو يعطي انطباعاً ان الناتو يحاول ملئ الفراغ السياسي والعسكري في العراق.

في 18 شباط فبراير 2020 أعلن الأمين العام لحلف الناتو "ينس ستولتنبرغ" إلى نية الحلف من زيادة عناصره من 500 – 4000 عنصر من البعثة ويكون الانتشار وفقاً للظروف الأمنية بالعراق وعملية التفويض التي تقوم بها الحكومة العراقية، وأضاف الأمين العام  ان للحلف جملة من الخيارات التي يطمح ان يقدمها للعراق هي: 

-       التوسع إلى قيادات القوات الفردية: هو العمل على زيادة بسيطة في عدد المستشارين وافراد الدعم.

-    التوسع إلى الوزارات الأخرى: توسيع عمل البعثة إلى المزيد من المؤسسات الأمنية العراقية، واحتمالية التعاون مع وزارة الداخلية والعدل بالإضافة للمؤسسات الأمنية الأخرى.

-    التوسع خارج بغداد: هو ما يؤكد احتمالية العمل مع الأجهزة الامنية في إقليم كردستان ووزارة شؤون البيشمركة.

تبقى مسألة المهمة الموكلة للحلف سواء التدريب او الاستشارة او حتى القتال رهين ثلاث مستويات عمل عليها الحلف، خصوصاً إذا كانت المهام الموكلة اليه خارج أراضيه فانه يعمل ضمن اما قرار اممي كما حدث في ليبيا وقبلها في البلقان، واما توافق الدول كما حدث في أفغانستان بتفعيل المادة الخامسة من ميثاق الأطلسي، واما بطلب من قبل الدول المعنية التي ترى في تدخل الحلف حلاً لازمة كما حصل مع تدريب القوات العراقية منذ العام 2004.

على الرغم من التصريحات التي تتناقلها وسائل الاعلام والصفحات الرسمية للمسؤولين العراقيين وقادة الحلف، إلا ان قضية زيادة عدد القوات تبقى ترسم ملامح توجه جديد في التفكير الاستراتيجي للحلف اولاً وتوجهات أعضائه ثانياً، بالإضافة إلى الجهود المقدمة من قبل الحلف خارج أراضيه والتي تتطلب جهداً أكبر وهذا يجعل التفكير في قضية ملئ الفراغ محوراً اساسياً لا بد من الرجوع له لكن بحالاته الإيجابية.


 



د. صفاء ابراهيم الموسوي

د. صفاء ابراهيم الموسوي

لإسم الرباعي واللقب : صفاء عبد الجبار علي علي اكبر الموسوي محل وتاريخ الولادة: العراق / 1969 الحالة الزوجية: متزوج ، عدد الأطفال: ثلاثة اللغات: عربي / انكليزي اللقب العلمي وتاريخ الحصول عليه: أستاذ 2017 محل العمل: جامعة كربلاء التخصص الدقيق: النظرية الاقتصادية/الاقتصاد الكمي . الخبرات في استخدام الحاسوب: جيدة