تُعد التعدادات السكانية أداة حيوية لفهم التركيبة الديموغرافية والوضع الاقتصادي والاجتماعي لأي بلد، حيث تسهم في وضع سياسات تنموية تعتمد على بيانات دقيقة تعكس الواقع. في العراق، أدى استمرار التحديات السياسية والاقتصادية لفترة طويلة إلى تغيرات ملحوظة في التركيبة السكانية والتوازنات الاجتماعية، مما جعل الحاجة إلى إجراء تعداد سكاني جديد وشامل أمراً ملحاً. إن التعداد السكاني ليس مجرد أداة تقنية، بل هو أيضاً مرآة للعدالة الاجتماعية والتوازن السياسي، ويعكس مدى احترام الدولة لتنوع مكوناتها.
التعدادات السكانية تُعد أداة أساسية في تخطيط التنمية وتوزيع الموارد بشكل عادل، فضلاً عن دعم الإصلاحات الاقتصادية في أي دولة. إلى جانب دورها التنموي، تحمل التعدادات أبعادًا سياسية حاسمة، مثل تحديث الدوائر الانتخابية وضمان تمثيل برلماني يتماشى مع البيانات السكانية الحقيقية. وبالنظر إلى هذه الجوانب، يتضح أن التعداد السكاني المزمع إجراؤه في العراق يمثل خطوة جوهرية نحو تشكيل هيكل سياسي واقتصادي أكثر عدالة واستدامة للمستقبل.
بالنسبة للتركمان، يُعد هذا التعداد فرصةً حاسمة لتوثيق وجودهم الديموغرافي بدقة، خاصة في ظل العقود الطويلة من التهميش ومحاولات طمس هويتهم. يوفر التعداد فرصة لتأكيد حقوقهم في التمثيل السياسي والاجتماعي وفي الاستفادة من المشاريع التنموية. ومع ذلك، فإن نجاح هذا التعداد يتطلب التزاماً بشفافية العملية وإبعادها عن التأثيرات السياسية التي قد تسعى إلى التلاعب بالبيانات لصالح فئات معينة.
للمزيد يمكنكم تحميل المقالة والاطلاع عليها بشكل كامل.
باحث واكاديمي