في الوقت الذي يركز فيه العالم على إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان وسيطرة طالبان بشكل سريع على معظم أنحاء البلاد، والتي بلغت ذروتها مع تسليم كابول في 15 أغسطس، يراقب العراقيون الأمر عن كثب. فقد عانى كل من العراقيين والسوريين كثيرا بسبب تنظيم الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى الدمار الذي سببته المعركة لهزيمة التنظيم، وهم قلقون مما تحمله هذه اللحظة الفاصلة لمستقبلهم.
يشكّل استيلاء طالبان على السلطة، في الحد الأدنى، مصدرا لإلهام الجماعات المتطرفة والإرهابية. حيث تمتلك طالبان كميات هائلة من المعدات والمركبات والطائرات التي خلفتها القوات الأمريكية. وهم مدربون تدريبا عاليا ويبدو أنهم يحظون بدعم أكبر من قِبل الدول المجاورة مقارنةً بما كان عليه الأمر عندما حكموا البلاد بين عامي 1996 و 2001. وعلى الرغم من أنهم ما زالوا يعملون إلى جوار عدد من الجماعات الإرهابية المعلومة التي تجند مقاتلين أجانب ، إلا أنهم خاضوا معارك في الجزء الشرقي من البلاد مع ولاية خراسان الإسلامية، وهو الفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يضم عددًا من مقاتلي طالبان السابقين الذين انشقوا في السنوات الأخيرة عن الحركة وانضموا إلى صفوف التنظيم.
لطالما أشاد العديد من أنصار الجماعات السنية المسلحة المتطرفة في سوريا بحركة طالبان ، بما في ذلك عضو تنظيم القاعدة العراقي السابق أبو مارية القحطاني. وقد صرّح رئيس خلية الصقور الاستخبارية السابق، أبو علي البصري، للمونيتور في مقابلة عام 2019 قائلا إن القحطاني، الذي يُعتقد أنه يوجد في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، "لديه القدرة على إنشاء تنظيم جديد" وأنه "يستفيد من الخلاف بين الشخصيات الدينية وأثرياء الخليج". وأضاف البصري أن القحطاني سيقتل إذا ما تجرأ على العودة إلى موطنه في العراق.
ما أثار دهشة الكثيرين هو أن إيران تبدو أنها تركز بشكل أكبر على منع انتقاد حركة طالبان بدلا من التركيز على انتزاع الضمانات من الحركة لحماية الأقلية الشيعية في البلاد.
مترجم